الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

ريادة الأعمال فرص الشباب .. للدكتور اسماعيل باظا


في كثير من الأحيان يتوقف الشباب حائراً أمام الحاضر ولكنه يقف عاجزاً أمام المستقبل والسبب يرجع في كثير من الأحيان إلى نظرة الشباب للواقع إلى أنه واقع متقلب ونظرتهم إلى المستقبل بأنه مستقبل مجهول غير محدد الملامح وربما يفسره بعض الشباب بأنه مستقبل تحكمه قوى خارقة لا يمكن زحزحتها عدا أنه لا يمكن معرفة عناصرها أصلاً.
لهذا ولغيره فإن المقال يجيب على التساؤل الأهم للشباب إلى أين نتجه؟ وطبعاً الشباب يريدون الإجابة أن تكون سريعة وناجعة تأخذ عن كاهلهم عبأ التفكير وتختصر لديهم طرق التحليل وتقدمهم إلى المجتمع كأفراد ناضجين.
وعلى قدر إلحاح التساؤل يأتي الجواب بأن لا ملجأ ولا منجى للشاب إلا من خلاله هو نفسه، وأن الشاب يستطيع ويستطيع ثم يستطيع.
تأمل أخي الشاب أنك كنت صغيراً يافعاً في الجسم والعلم ثم منَّ الله عليك فانتقلت من مرحلة التسليم في الطفولة إلى مرحلة التفهم والتعقل والإدراك الحسي والمعنوي ثم بدأت في التعلم في المراحل الدراسية ثم ها أنت ذا طالب مثابر مجتهد تقارع أصدقاءك وتجادل معلميك وكل هذا يعتبر انتصاراً وإرادةً وتحققاً على قدرة استطاعتك، وثقة مطلقة بأن لديك من الطاقات والإمكانيات التي وهبها الله فيك ما تستطيع به تحقيق ما تصبو إليه وترنو له من نجاح إلى نجاحات ومن نصر إلى انتصارات ومن زهو إلى آخر.
فالشباب لا يملكون خبرة طويلة إلا أنهم يملكون الإبداع في التفكير وأنهم لا يدركون الواقع بوضوح غير أنهم قادة المستقبل وهم الأقدر على التغيير رغم استعجالهم بالتنظير، وهم دائماً يقعون في خطر المغامرة بيد أنهم يفتحون الآفاق الجديدة، من هذا المفهوم فأنت الآن شاب جامعي طموح وما صرت عليه من مُلك في العلم ومَلَكه في البلاغة والتواصل هو في حد ذاته استطاعة للحاضر وتخطي له والحمد لله بنجاح. ولكن ماذا أعددت للمستقبل؟
هل أعددت للمستقبل مقومات المواجهة!! أم لم تأخذه في الحسبان، شتان بين الاثنين فهذا شاب لديه رُكن يستند إليه من حنو الوالدين وعطفهما ومساعدتهما له، وذلك شاب يستند إلى الرصيد المالي الذي يغرِف منه، وآخر لا يستند إلا على نفسه، لذا فمهما تعددت مصادر القوة وأدوات المواجهة بين الشباب فإن الجميع سوف يقفون عند صف واحد أمام المستقبل، ولا يمكن أن يتعدوه إلا بوسيلة واحدة على الأقل ألا وهي «نفسك التي بين جنبيك» نفسك تكون وسيلة النجاة والاستطاعة وهي مطية المستقبل والأداة التي توصلك مهما كانت معرفتك وحدود أموالك وطلاقة بلاغتك فلا بد أن تسلك معبر الأمان من الحاضر إلى المستقبل.
ونفسك تعني أن لديك فكراً ذاتياً وحلاً ابتكارياً وثقة مطلقة وهمة عالية وشباباً متجدداً بأن المستقبل مثل الحاضر يمكن أن تجتازه بنجاح عبر الوسيلة المناسبة والإرادة القوية والطريقى المثلى التي تنقل بها معرفتك إلى تجربة وتواصلك إلى خبرة وشبابك إلى إرادة وعلمك إلى ابتكار وإنتاج وعمل وإنجاز.
أنت تستطيع أخي الشاب أن تنتقل للمستقبل من الشاب المتعلم إلى الشاب المبتكر ومن الشاب المثقف إلى الشاب الممارس، ومن الشاب المُعال إلى الشاب المعيل، ومن الشاب الموظَف إلى الشاب الموظِف فطريقك واضح ودربك سالك وهمتك عالية ورصيدك ممتلئ بالأفكار الإبداعية والطرق الابتكارية والصورة الذهنية والحلم المستقبلي، تستطيع أن تحول كل ما تتعلمه حالياً وكل ما اكتسبته سابقاً إلى واقع حقيقي وتحول أفكارك إلى مشروع ريادي منتج يختصر لك مخاوفك من المستقبل، وتصبح به مستقلاً بذاتك، لا تنتظر طوابير التوظيف ولا مكافآت حافز ولا تنتظر قطاعاً عاماً أو خاصاً.
كل ما عليك فعله أيها الشاب الرائع إلا النظر إلى نفسك وتطوير أفكارك وصقل مهاراتك وتعزيز إمكانياتك وبذلك يتحقق حلملك أمام عينك التي ترى بالبصيرة التي ترى فيها مسافات تتعدى حدود بصرك مهما كان ثاقباً.
أخي الشاب دائماً ردد: مسقبل أفضل عن طريق مشروع أفضل، وريادة الأعمال فرص للشباب لا تنتهي ولن تنتهى، متاحة للمتميزين منهم، وستظل متاحة لمن رقي طريق التميز التعقل الرشيد ونظر إلى نفسه بأنها قادرة، ونظر إلى ذاته على أنه يستطيع ونظر إلى ما أبعد من الصندوق.
ريادة الأعمال تعني شباب وهمة وطموح وثقة بالمستقبل وأمل وحياة لا منافسة فيها إلا للمجتهد ولا مكان فيها للمتخاذل ولا موطئ قدم فيها للمتردد، يقول دانيل دينيت: إن الإبداع هو اللغز المتبقي للإنسان بعدما استطاع أن يحل معظم ألغاز الكون وشريط الحياة DNA والإبداع مستمر لا ينتهي لسعة الإدراك مع طاقة الشباب»، ويقول: لكل فرد رحلة متميزة ذات إمكانيات متعاظمة لتحويل الأزمات إلى ميلاد والفشل إلى فرصة واليأس الى أمل وفي مسيرة الحضارة يستطيع كل إنسان سماع النداء إلى المستقبل.
ريادة الأعمال تعني شباب لا يعرف الكَلل ولا المَلل ولا السكون ولا الهدوء ولا العجز ولا الضعف أنت شاب ينجِز وذلك شاب يوعِد، أنت لديك فكر وذلك يلتمس العذر، أنت تتقدم بمشروع وذلك يتقدم بهموم ونسي أنه نفسه الخاسر الوحيد، وغيره ينتقل إلى الجهة الأخرى للنجاح وثالث أصبح ريادياً فعبر طريق المستقبل بأمان ولا آمان إلا مع الله فكن مع الله ولا تبالي.
د. إسماعيل باطا
 أستاذ مساعد في معهد الأمير سلمان لريادة الأعمال

هناك تعليقان (2):

  1. جمعية ريادة الأعمال هي احد الفرض المطروحة للشباب لتحقيق طموحاتهم

    ردحذف
  2. "كل ما عليك فعله أيها الشاب الرائع إلا النظر إلى نفسك وتطوير أفكارك وصقل مهاراتك وتعزيز إمكانياتك وبذلك يتحقق حلملك أمام عينك التي ترى بالبصيرة التي ترى فيها مسافات تتعدى حدود بصرك مهما كان ثاقباً"

    ردحذف